الأربعاء، 25 يوليو 2018

لماذا تحب ابنتى احمد مكى ؟



منذ كانت أبنتى نهى "نونتى" عمرها عامان ، وهى تحب أن تشاهد أعماله ، بل وصل بها الأمر أن طالبتنى بأن أحتفظ لها بأفلامه على الكمبيوتر الخاص بى ، هو وياسمين عبد العزيز وتامر حسنى (طبعا انا عندى تحفظ على تامر حسنى اصلى مش من جيله خالص الصراحة، يمكن لما اكبر شوية احبه ) ولكن رغبات نونتى أوامر .
المهم مع ازدحام الكمبيوتر بأفلام الكارتون وسينما الأطفال العالمية ، وكذلك الافلام العربى الكوميدى ، إلا انها كلما أرادت النوم تطلب منى تشغيل فيلم "طير أنت " لتشاهده وهى تنام ، وكأنه أصبح حدوتة قبل النوم الخاصة بها ، وكلما كبرت كبر معها حبها "للكبير أوى" .


حقا هو رائع فى كل ما يقدمه ، فهو من الممثلين الذى تآمن أن يشاهده أطفالك دون أن تضطر لتفسير مصطلحات أو فك شفرات ورموز هنا او هناك ، وبالفعل كان له دور فعال فى مساعدتى لتنشغل عنى أحيانا حتى انتهى من كتابتى أو شغل البيت، ومع ملاحظتى للظاهرة قررت أن أشاهد أعماله كلها مرة واحدة ، ومتابعة الكبير بدقة ، وبالفعل عرفت سر محبة ابنتى وتقريبا كل زملائها فى المدرسة وكل من اعرفهم لهذا الممثل .
أن تختلف عن الأخرين فى أن تحاول إسعادهم بما يليق بمستوى فكرهم ، بما لا يهين انسانيتهم ، ويحافظ على كرامتهم أن تحرص دون إدعاء وتفاخر على أن تجعل الجميع يشاهدون ما تقدمه دون أن تربك اسرة كاملة جالسة تشاهد ما تقدمه دون أن يضطر طفل ان يسأل والدته " ماما ما معنى كلمة كذا " .
هو لا ينتهج مدرسة بث السم فى العسل ، بقدر ما ينتهج مدرسة شديدة الرقى اتبعها عمالقة الكوميديا والدراما على مر التاريخ أمثال نجيب الريحانى واسماعيل يس ، وعبد السلام النابلسى وعبد المنعم  ابراهيم ، هذه النوعية من الكوميديا التى تريد ان تخبر الناس ان  هناك ضحك يسمو بروح الانسان وعقله ، ولا يضطر معه ان ينزل لمستوى سخرية الناس من بعضها البعض ليحققوا ايرادات او يجتذبوا جمهورا يبحث عن رقصة وغنوة دون حدوتة .

فما من فيلم قدمه هذا الفنان لا يحب من يفضله ان يشاهده مرة واثنين وثلاثة ، منذ دوره المميز فى " تامر وشوقية " دور "هيثم دبور " الذى ترك علامة قوية فى عقول المشاهدين لما فيه من طرافة وخفة دم دون ابتذال ، وللنموذج المختلف الذى قدمه لشاب يحب فتاة ممتلئة بل ويعشقها ويغار عليها ، فى الوقت الذى بدأ ترسخ فى اذهان الجميع ان الفتاة الممتلئة دورها فى الحياة ان تقدم ادوار يسخر منها الاخرون فيها ، فكانت "أنجى وجدان وهيثم دبور " الطف ثنائى فى هذا المسلسل ، ثم استغل نجاح الدور وقدم أول ادواره السينمائية فى حكاية ربما ليست جديدة وهى حكاية الشاب الغنى الذى يتعرض فجأة لأزمة مادية طاحنة فيضطر للنزول من مستواه المرفه جدا الى العيش فى مكان متواضع جدا ، فيكتشف من خلال تلك الرحلة جمال الناس البسيطة الذى لم يشغل باله به يوما ، بل ويساعدونه ويقفون معه ويساندونه فى الحصول على حقه دون ان ينتظروا منه اى مقابل ، فيلم منتهى الخفة فى العرض منتهى العمق فى المعنى والفكرة ، وسرعان ما خرج من شخصية "أتش دبور " .
ليستعرض مهارات مواهبه التمثيلية والتى تجلت ببراعة من خلال الشخصيات المتنوعة الذى قدمها فى فيلمه الثانى " طير أنت " من خلال الحكاية الظريفة والفانتازيا الواقعية والساخرة فى نفس الوقت من فكرة العفريت الذى يحقق الامانى ، وكيف ان الانسان لا يمكن ان يعتمد على اى شىء سوى نفسه ولا يكون شخصا اخر غير نفسه لتحقيق امنياته ، وينتهى الفيلم بأغنية بديعة بعنوان" متحاولش تبقى حد تانى غير نفسك " ومعه الفنانة المسكونة حقا بالفن "دنيا سمير غانم " ثم يتمرد من جديد ويقرر أن يقدم مغامرة سينمائية جديدة ساخرة أيضا فى فيلمه "لا تراجع ولا استسلام " الذى ظهرت فيه شخصية "حزلقوم " الشهيرة ، ثم استثمر نجاح "حزلقوم " مرة اخرى فى فيلمه التالى وكان تجربة غريبة عن كل ما قدم فى السينما العربية من أفكار مختلفة.


وقدم فيلمه " سيما على بابا " صحيح ان فكرة التشخيص داخل التشخيص فكرة مسرحية قديمة ، إلا أنه استخدمها بأسلوب جديد تماما ، وقدم ثلاث حكايات مختلفة داخل الفيلم مستغلا شحصية "حزلقوم " ثم الكبير اوى الذى حقق نجاحا جماهيريا كبيرا رصد من خلال حلقاته الطويلة ، سلبيات وطرح حلول لبعض المشكلات فى المجتمع ، وقدم فيه كل شخصياته الشهيرة تقريبا ، اذا فالفنان احمد مكى ، هو مشخصاتى على قديمه ، يجيد استغلال قدراته البدنية ولغة جسده وعيونه واداءه الكامل ليصل للمشاهد بالفكرة الذى يريد توصيلها وهو لا يتعامل مع التمثيل على انه سبوبة أكل عيش ، بقدر ما يتأنى فى اختيار ما يقدمه للجمهور محترما عقليته ليصل لجميع المستويات ، كما يبدع ايضا فى الاخراج ، فقدم "الحاسة السادسة " للفنان الجميل احمد الفيشاوى ، وشارك فى اخراج اعمال واعلانات كثيرة جدا ، كما قام باخراج افلام تسجيلية نال عنها العديد من الجوائز ، وربما هذا ما لا يعرفه اغلب الجمهور ، فهو يجيد كتابة السيناريو والاخراج وعمل افكار عبقرية ، كل تلك المواهب تظهر على اداءه ، كما معروف عنه ايضا إنسانيته الشديدة فى التعامل مع كل من يعمل معهم ، ومخلص لكل انسان عمل معه ويميل للعمل بروح الفريق (الفرقة ) وهى طريقة انتهجها كبار النجوم منذ زمن الزمن ، لذلك ستجد أنه يكرر العمل مع ابطال بعينهم فى كل عمل مثل اغلب اعماله الاولى مع  "دنيا سمير غانم " والفنان ماجد الكداونى والفنان لطفى لبيب ، وغيرهم ممن تحسبهم وجوه ثابتة فى اعماله ، وربما اعتبرهم "مكى " عائلته الفنية ، وان قام بتغير الفريق مثلما حدث فى مسلسله الاخير خلصانة بشياكه بابطال لكن اغلب الممثلين سبق وان عمل معهم كثيرا ، ولم يكن هذه المرة احمد الجندى الذى اخرج له رائعة الكبير ، بل هشام فتحى .
أحمد مكي أنسان راق بمعنى الكلمة وفنان يعرف قيمة ان تقدم فنا للناس ، ويكفى ان يتذكر الاطفال قبل الكبار الشخصيات الذى قدمها مثل(أتش دبور ، وبهيج ، وحزلئوم والكبير- الكبير جدا - الكبير قوي واخيرا شخصية سلطان فى خلصانة بشياكة)  .



بقى ان أوجه شكرا خاصا لهذا الفنان لأنه يهب جميع من يشاهده سعادة لا توصف ، يكفى ان ابنتى مثلا كلما جلست لتشاهده ، تتحول من "الزن والعصبية " إلى فتاة مطيعة وهادئة اذا ما هددتها بأننى سأمنع عنها مشاهدة فيلم له .. اصبح عمر ابنتى من عمر شهرة مكى الحقيقية ، 14 عاما كبرت نهى مع اعماله ، بعقل يسعى للاجابة عن الاسئلة ومواكبة التكنولوجيا واحترام المزيكا .
واليكم جميعا يا صانعوا البهجة بلا عدد وواهبين الضحك النبيل والفكر الأصيل لعقول الجميع ، يا من تقدرون قيمة الفن وتدركون أهميته فى التأثير على الناس ، يا اولياء الفن الصالحين.
 كل التحية والتقدير والشكر ، الفن بكم يظل بهجة الحياة .



كان اسمه حبيبى - رسالة من والى العالم الاخر

                                              ماما ومحمد حسين بكر فى الجنة 
السرعة اللى تمت بها الجوازة دى ، كانت مدهشة ، كل شىء تم بتيسير غريب ، ثلاث ليالى فى اقل من 3 شهور ، خطوبة وزواج وكتب كتاب ودخلة ، الفرحة الغريبة اللى كانت بترفرف فى العيلة مخوفتناش ساعتها ، لكن مع الوقت عرفت ليه كانت كل حاجة بتحصل بسرعة ، ماما كانت عندها معاد مع السما ، و محمد مكنش عنده وقت ، كان عنده معاد مع الرحيل ،مع الدنيا التانية اللى مستنياه ، هو كمان كان عصبى ومستعجل على طول وصدامى ومعندهوش استعداد يضيع وقت فى مجاملة وضغط وتورية مشاعر ، كان واضح وضوح مؤذى احيانا لناس كتير ، لذلك مكنش من المجموعة المختارة ولا من الشلل المميزة لا فى النخبة ولا فى الترسو ولا فى النص نص ، ولا اى شلة ، كان له ناس بعينهم بيحبهم وعنده استعداد يفديهم بعمره زى ما كان بيقولى دايما ، لما بابا سالنى يابنتى مش ده صاحبكم اللى بيموت كل شوية فى المستشفى هاتتجوزيه ازاى ، قلت له هو قال لى ان اللى محكوم عليه بالاعدام بيسألوه نفسك فى ايه ، وانا نفسى اتجوزك حتى لو هاموت بعدها ، هو ازاى انا كنت عايشة فى حالة حب كدا ومش مستوعباها بالشكل ده ، مش عارفة ، كل يوم بيمر بكتشف اد ايه محمد كان حالة خاصة وكان مختلف عن كل الناس اللى قابلتهم ، اتجوزنا بسرعة وخلفت بسرعة واشتد عليه المرض بسرعة ، ومشى بسرعة جدا جدا ، سنتين هما عمر الحياة المختلفة اللى عشتها ، مقدرش اقول اجمل سنتين ولا اسوأ لكن بعد العمر ده كله من رحيله بكتشف طول الوقت ان التجربة دى اخترها لى ربنا ووضعنى فى اختبار مكنتش متخيلة انى قده ، وبعرف مع كل واحدة شابة جوزها بيموت شاب ان ربنا اختار لها حياة مختلفة ومميزة وجميلة مبتشوفش فيها غير الطيبين وكأنهم لما بيرحلوا لمكانهم بيبعتوا ملايكة صعب وصفهم لان فى منهم بيتشاف على شكل بشر ومنهم بيتشاف على شكل روح ، ومنهم بيحلق فى الاجواء اطياف طيبة تحافظ عليك وعلى حبايبك ، بعد السنين الطيبين اللى مروا بى ، الاجمل انه ترك لذاكرتى جمل كتير اوى بفتكرها فى مواقف لا تعد ولا تحصى ، سواء تخص الوسط الثقافى ، او تخص اشخاص او مواقف ، سبحان من له الدوام ، وسبحان من زرع الحب فى قلوب البشر ، وسبحان مقدر المقادير ، سبحانك يا حبيبى ، منحتنى حبا كفانى حتى اليوم حتى وان لم يكن صاحبه موجود ، احمدك على منحتك .

الخميس، 1 فبراير 2018

كبرت البنوت

نهى بكر

البنت تكبر كل يوم ، تعطينى درسا قويا فى براعة الاحساس ،  تساندنى فى الازمات ، وتتحمل معى الايام الثقيلة ، صارت ترتب معى البيت ، وتجهز نفسها للنزول الى المدرسة وحدها دون مساعدة منى ، وتذهب ايضا للمدرسة وحدها ، صارت تنصحنى باهمية الحفاظ على صحتى ، وتعنفنى على تدخين السجائز ، وتمرضنى وتقف فوق رأسى اذا مرضت ، تعلمت استخدام " البوتاجاز " فصارت تصنع كل انواع الطعام بمهارة لم اتمتع بها انا وانا فى مثل عمرها ال12 ، تحترس من الفتيات المنفلتات ، وتحكى لى كل كبيرة وصغيرة تمر بها منذ خروجها من البيت وحتى عودتها ، تحب عمل الخير ، وتضع معى ميزانيته من عائدى المتواضع  أصبحت نونو مشروع أم وامرأة قوية ، أتمنى أن أراها كما تحب ، لكن البنت حساسة اكثر من اللازم ، وتغضب بسرعة وعصبية ، هذا امر يجب ان اعمل عليه فى الفترة القادمة ، حيث تلعب العوامل الوراثية لعبا كبيرا فى تكوين شخصياتنا ، وهى ورثت تلك الصفات عنى وعن ابيها ، لذلك كان على أن أقوم انا الاول بتقويم نفسى وقد نجحت وساهمت المشكلات التى مررت بها بتهذيب روحى وهدوء اعصابى حتى انها كادت ان تبرد تماما ، وها هو دورى لتدريب ابنتى على هدوء الاعصاب وطول البال والصبر ، سيلزم الامر وقتا وجهدا كبيرا كما سبق مع سلوكيات قديمة سيطرنا عليها تماما بعون الله ، والقادم اهم ، فقد اصبحت تدرك اهمية القراءة وكيف انها تختلف عن عمل الواجب المدرسى وتختلف عن المذاكرة بعد الواجب المدرسى ، لذلك سيكون من السهل تدريبها على التحمل والصبر ، ولكن سيحتاج الامر منى انا شخصيا صبرا كبيرا ، دعواتكم لى بالتوفيق فى نجاح مهمتى القادمة ، فأنا اريدها فتاة يافعة تعرف اهمية الصبر .

الأحد، 27 مارس 2016

لم أتوقع أن يكون هناك من يشعر بى لدرجة أن يمنحنى لقب الام المثالية


منذ أنجبت أبنتى ، وقد صاحب ميلادها بعض المآسى التى حرمتنى من التمتع بإرضاعها ، كانت أمى قد مرضت قبل ولادتى بأشهر قليلة بالمرض القاتل ورفضت بشدة أن تجرى أى جراحة قبل أن تشهد سبوع أبنتى وتدق لى الهون بيدها ، وتحمل طفلتى فى حضنها ، وبالفعل حدث لها ما ارادت ، وما أن أتمت أبنتى 40 يوما حتى توفيت أمى ، ثم لم أستطيع أن أحزن حزنا يليق بفقدان أمى لأن زوجى سرعان ما لحقها ودخل هو الأخر "معهد ناصر" وظل بالمستشفى قرابة عام كامل ، ثم توفاه الله وهو لم يكن يتبع التأمين الصحى ، سعيت بواسطة للحصول على قرار علاج ، وفعلا قرار فى قرا ر لكن محمد لا يريد الجلوس فى غرفة القرار ، ولا أكل المستشفى ولا ملابس المستشفى .
وفقنى الله أن أكون خير معين له ، وحدى تماما معه ، يتعرض لأزمة شديدة ينزل العناية المركزة ثم اترك ابنتى مع اختى واتأخر حتى ساعات متأخرة معه فى المستشفى التى تتعنت معى نظرا لأن تواجدى ممنوع ليلا فى زيارته ، والأصدقاء الذين كانوا يزورنه كل فترة ، لم يستطعوا المداومة على الحضور ، فقد طالت مدة الاقامة فى المستشفى وكذلك من يساعدك مرة لن يساعدة اكثر من مرة ، ومع ذلك هناك اثنان لم يوقفا زيارتهما ابدا ، اكثر الله من امثالهم ، كانوا يساندوننى انا وهم لا يشعرون لان وقتها علمت لماذا قيل ان زيارة المريض صدقة ، لأنك تفعل خيرا كبيرا فى المريض واهله ، وكأنه صدقة فعلا تخرج من وقتك ومالك وروحك ، لقد كان هناك صديق لنا هو من الكتاب المهمين الان ، يأتى لنا بزيارة شهرية من البلد وكأنه أخوه أو أبن عمه عام كامل هو عام المرض قضيته بقروض من البنوك ، ومساندات من اصدقاء متفرقين ، دونت مساعدتهم ، ليس لأردها لأنهم يرفضون الرد ومساعدتهم اكبر من أن ترد ، ولكن لتعرف أبنتى عندما تكبر من ساعدها ووقف بجانبها، حتى تعلم من ساند أمها ولتساند هى الأخرى كل من يحتاج مساعدة كما ساعدها الله يوما ما .                                                                                          دور الزملاء                                         
كان الزملاء فى العمل ، وهى "مجلة شاشتى" فى ذاك الوقت ، دائما ما يجمعون مال فى المناسبات لبعضهم البعض ، منها مثلا أعياد الميلاد ، أو ختان الذكور ،والافراح ، والعزاء ، وكانوا بكل لطافة فى ذلك الوقت ، يقومون معى بواجب كبير جدا لم ولن انساه لهم ابدا ، وهو "تسخين" رئيس التحرير على ، و"تسخينى" انا شخصيا على رئيس التحرير ، والتى كانت وقتها امرأة يرونها امرأة جبارة ومفترية لأنها تطالبنى بأن أقوم بعمل أرشيف لشغلها ، وكان هذا من صميم عملى وقتها كسكرتيرة لرئيس تحرير ، وكانوا يتبرعون بأن يخبرونها عن مدى تقصيرى فى عملى وانشغالى بكتابتى بعيد عن العمل ، وكذلك كانوا يبذلون قصارى جهدهم ليجعلوننى اتذمر عليها لاننى اقوم بعمل ليس من صميم عملى كأن ينقلون لى كلاما تقوله عنى أو ينسبون لها كلاما تقوله عنى ، او يسبونها امامى لأقوم بدور العصفورة الذى يعتقدون انه دور السكرتيرة الطبيعى ، ولكنهم لم يروا وقتها إننى مشغولة بأشياء أخرى بعيدة تماما عن مؤامراتهم ، ولم يروا جيدا أنها الوحيدة التى ساندتنى فى تلك المجلة أصلا ، حيث كانت تسمح لى بأن أتى للعمل لمدة ساعتين فقط فى ظل ظروف وجود زوجى فى المستشفى ، ولم تكن تعلق ابدا على عدم تواجدى لمدة عام ، تحملتنى وساعدتنى ، رغم تسخين الجميع لها ، وكذلك انا تحملت ذلك العمل بمحبة لأننى كنت اريد ان ارد لها الجميل ، فلم تبلغ عنى إدارة ، أو تسلط على شئون العاملين مثلا ، أو توبخنى حتى لأننى اذهب لزوجى فى المستشفى ، كانت تلك المرأة هى "منى نشأت رئيس تحرير شاشتى" فى ذلك الوقت ، ربما لم تساندنى ماديا ، ولم أتقاضى وقتها مكأفأة حتى تسند الامر ، لكن كان سلوكها معى كأم وانسانة يكفى عن أى مساعدة مادية فى الحياة ، فلم أكن أحتاج وقتها لأكثر من تقدير موقفى المأساوى أنسانيا ، حتى عندما مات زوجى ، هى من أرسلت لى السيارة التى اقلته للمقابر ، وأمرت وقتها باتمام كل الإجراءات ، كما كانت الادارة وقتها بصراحة تتعاطف مع كل طلب سلفة أتقدم به ويوافقون عليه نظرا لمعرفتهم لظروف مرض زوجى
حتى بعد تعاقب رؤساء تحرير لشاشتى ، سواء الاستاذ جلال حمام الذى كان اب طيب حقا ومحفز على ان أقوم بدورى كصحفية وأم على خير وجه ولم يعلق مرة واحدة على اصطحابى لها ، وكذلك الاستاذ حسام الليثى الذى حاول قدر المستطاع أن يتحملها مع انه لا يتحمل ضحيح الاطفال ، بصراحة كانوا يتعاطفون مع اصطحابى لها دائما معى نظرا لعدم وجود مكان يمكن أن أترك فيه ابنتى بعد تخطيها سن الحضانة .. وعندما انتقلت لمجلة حريتى ، جاء لنا رئيس تحرير محترم ، يراعى ظروف الجميع وساندنى هو الآخر دون أن يقصد لأنه أساسا جاء من مكان يعرف الجميع فيه كيف يقدر ظروف الاخرين شرط ألا يؤثر ذلك على سير العمل وهو رجل صعيدى اسمه "عصام عمران " رئيس تحريرى الان ومن حسن الحظ ايضا انه يقدر قيمة العمل الثقافى جدا ، اذا فرغم اجتهاد الزملاء الطيبون كان الله طيب فعلا معى ولكن طيبة تنبع من إله فكان دائما يدبر امرى مع الكبار وليس مع الصغار .

                                          بعد الوفاة 
وبعد وفاة زوجى ظل الزملاء "الطيبون" على اصرارهم بعدم الشعور بى اطلاقا ، حيث لم يفكروا ولو لحظة إننى ربما أحتاج انشالله لايجار شهر للبيت ، أو حتى لبن اطفال ، هم حتى لم يجربوا أن يفعلوا مثلما فعلوا مع غيرى فى أعياد الميلاد والطهور ، ولكنى لا أغضب منهم ولا يفرق معى حقا ففى الوقت الذى كان بعض زملاء العمل لا يشعرون بشىء وملهييون فى جمع فتات النفاق الاجتماعى شهريا للمناسبات الذى لا اعرف مناسبة تشبه الموت اكبر منها ، كان الله يغدق على من كرمه بمساندة أصدقاء لم اتوقع مساندتهم ابدا ، وبعدما توفى محمد رحمة الله عليه ، وبدأت معاناة جديدة ، لا يوجد شقة ، لاننى لا استطيع تأجير شقة لانى أفلست وتداينت ، ومرتبى كله راح قروض واقساط عفش حللت ضيفة بعفشى وأبنتى عند اخى ، تعبنا انا ونهى جدا ، أخر بهدلة ، أصحابى جمعوا من بعض وقاموا بتأجير شقة لى فى فيصل ، وظلوا يساعدوننى فى دفع إيجارها ، وبابا قائم بالأكل والشرب ومصاريف نهى ، اللهم ما متعه بالصحة والعافية ، وكل هذا وهو يصرف على أخى الكبير بزوجته وأولاده لأن عمله لا يساعده على أكل عيش حاف، مع العلم ان بابا لا يملك غير المعاش ، ومع ذلك كان يساعدنى ، كل هذا يحدث وأنا أنزل للعمل ووقف اصدقائى بجانبى ليس شفقة ولا إحسان و لا محبة ودلع منهم لنونو ، بل أن لدى من يساعد فى رفاهية نونو وتدليلها لأبعد حد ، أى مظاهر دلع ورفاهية كلها هى لنونو.
                                           تكريم فى وقته
أثنا عشر عاما لم أشترى شيئا لنفسى من محل ملابس أو ازياء ، فى الوكالة كل الأذواق التى تناسبنى ومستوردة ، أما نونو فاصطحبها فى يدى لنذهب لأحسن محلات ملابس الاطفال ، حتى تعتاد على الشراء بنفسها والاختيار والقياس والاختيار، فأنا شبعت من الحياة رفاهية وانا فى بيت أبى ، تدليل وهدايا وكل شىء .. ومن نعمة ربى أنى اكتشفت كم أن لدى القدرة على التكيف مع كل الاوضاع المادية التى تمر بى ، فقد تفاجئت انا شخصيا بقدرتى على ذلك .
لكن تعليم أبنتى أهم عندى من حياتى نفسها ، لانى لن اعيش لها ولا أنوى أن أتركها لتخدم فى البيوت او تتزوج وعمرها 14 عاما لتصبح عجوز فى ال30 ، فالبنت سلاحها تعليمها الذى يسندها ضد غدر الزمن ، فى حين إنى أنا وبابا وأصدقائى ربنا يكرمهم مدلعينها اخر دلع .
تحب نونو التمثيل والرقص والغناء والرسم وأنا معها فى كل ما تحبه ، واطاوعها فى كل رغباتها ، ورغم أن البعض يملى على طريقة تربية قاسية حتى لا تفسد البنت منى لأنها بنت يتيمة ووحيدة إلا أننى لن أربيها أيضا بقسوة لنفس السبب .
ليس لإننى أمرأة وحيدة تربى بنت وحيدة أحولها لذكر مذعور من الحياة ، ولا لفتاة منحلة ، سأربيها كما ربانى أمى وأبى ، بالمحبة والتفاهم والحب والنقاش ، والعقاب الذى يليق بفتاة تفكر عقاب يليق بإنسان يعقل ويفهم من حوله ، وليس بعقاب حيوان مسكين لا حول له ولا قوة ، أبنتى هى أنفاسى الذى أحيا بها ، والذى لها وحدها يمكن أن اتخلى عن كل الكون لأجل عيونها هى من تحملت معى كل صعوبات الحياة وستتحمل معى القادم ، وهى التى من أجلها أتخلى عن أى حلم يمكن أن ينال من حريتها وسعادتها وحبها للحياة ، لو طلبت منى أى شىء يمكن أن أستغنى عنه لأجلها سأفعل ، وليس بفاعل التضحية البلهاء ، ابدا بكل محبة ، فليس هناك فى هذا الكون أهم من أبنتى ولا أغلى ، وليس على وجه الارض ما يستحق ان انال من سعادة ابنتى بسببه ، حتى لو كان فيه اكبر الفائدة لى ، صحيح انا كاتبة وروائية واديبة ، وكل حياتى هى العلاقات الاجتماعية ولكن اذا نالت تلك العلاقات الاجتماعية والذى احبها جدا على فكرة ، فانا احب حضور الندوات واللقاءات الثقافية والجلوس مع المقهى مع الاصدقاء ، ولكن كل هذا لا معنى لها اذا لم تكن ابنتى راضية وسعيدة ، فرضاها على كأنه رضا أمى عنى ، كرضايا انا عنها.
لا أصف لكم سعادتى أنا أفاجىء هذا العام بأن يتم تكريمى كأم مثالية لأبنتى من مؤسستى الذى طالما تفاخرت باننى اعمل بها وبأننى احبها رغم انتقادات الزملاء انفسهم وانتقادات من حولى ، فقد تربيت فى هذا المكان واعطيته من كل طاقتى وها هو بكل محبة يرد حبى له ، يكرمنى كأم مثالة وانا التى طالما تساءلت وانا أربيها هل سأوفق يوما فى تربيتها ، فانا كغيرى اعانى فى تجميع مصاريف دراستها سنويا وفى كل مصاريف اليوميات مثلى مثلكم جميعا وكذلك تلك الايام المرة التى تمر عندما تمرض ويصينى رعب عليها ، ولا اعرف اين اذهب بها وحدى وتمر دون ان يشعر احد بلحظات الرعب تلك ، ولم اكن اشعر ان هناك من يشعر بى أساسا ، فأذا بجريدتى الذى احبها وطالما كتبت عن عشقى لها ، فتقوم جريدة الجمهورية بتكريمى فى هذا اليوم وكأنها كانت ترى كل ما سبق وحكيت لكم عنه ، وكأنها تشعر بالمعاناة الذى لم اشتكى منها يوما ولن اتذكرها ايضا يوما ما على انها معاناة ، فأنا مثلى مثل كل الامهات فى هذا الكون ، كل ام تعانى بطريقتها وبأسلوبها وبظروفها ، ربما أكون محظوظة بأن رأنى وشعر بى احد فى ذلك الوقت تحديدا الذى كنت احتاج فيه لان يشد على يدى احدهم ويقول لى أنت تمام أكملى ولا تقلقلى ، فالله معك ونحن جنوده ارسلنا لك لنخبرك كم تبلى حسنا ايها الام الوحيدة .
أشكر الله العظيم على كل منحه وعطاياه ، بداية من مرض امى وزوجى ووفاتهما ونهاية بتكريم اتمنى أن يليق بى دائما ، وأن أصير فعلا فى المستقبل تلك الام التى استحقت يوما لقب الام المثالية .

وأشكر كل من ساعدونى لاصبح أما مثالية فلولاهم ما استطعت التركيز فى تربية ابنتى بكل هذا الهدوء ، هم يعرفون انفسهم واحد واحد ، واحدة واحدة ، بارك لله فيكم ولكم .

الاثنين، 19 أكتوبر 2015

اول عشر سنوات أمومة






ربما لن يفهم أى مخلوق ما أريد التعبير عنه بخصوص ابنتى ، لكن عشمى فى الله أن أجد هناك فى ركن بعيد من العالم إنسانا يستوعب ما سأحكيه .
فى البداية نغبشت البنت جدار رحمى نغبشات مؤلمة ، أرتعشت وخفت ، كان حديث طويل بينى وبينها مستمر ، تألمت بشدة ، وشعرت بحركتها منذ الشهر الأول ، لم تصدقنى النساء ولم يصدقنى الرجال ، ولكن أقسم بالله أن هذا حدث بالفعل ، كانت تعرف متى أكون فرحة ، أو تعيسة ، وكنت اذا حزنت ، توخزنى بألم فى جدار بطنى حتى أفيق ، وتنزل بكل ثقلها على المثانة والرحم لأشعر بثقل الحمل فألتهى بها عما يحزننى ، حتى جاء يوم ولادتها ، وكان يوما غريبا نوعا ما ، حيث كان نهار رمضانى ، وكان زوجى رحمه الله عصبيا ومدخنا ولا يستطيع الصوم بسبب مرضه الشديد بالقلب ، فكانت ليلتى قبل الذهاب للمستشفى لانجب أبنتى ليلة طويلة ومتعبة اكثر من الالام الحمل ، كان يحاكم العالم من خلال غضبه على ، فقد صرخ فى بصوت سمعه العالم ، أنا لست من هذه البلد ، أنا أديب كبير ولن يعرف قيمتى إلا المترجمين ، فهنا لا يتلفتون الا لمن يترجم لهم ، كان اعتقادا غريبا منه ، كان ناقما وحزينا على عدم تحققه فى ذاك الوقت ، وظل يصرخ فى وجهى ويعنفنى ويهزنى بعنف وأنا احاول تهدئته ، وهو يذكر لى نهايات مؤلمة لكتاب عمالقة ، ويقول لعلمك أنا سأصبح مثل هؤلاء يوما ، وطلع النهار وهو لا يريد أن ينام ، وأنا أحاول أن أغفو لدقائق ، ولكن هيهات فقد كان موعد الولادة قد حل ، وبالفعل ذهبنا للمستشفى ، للطبيب الذى تسبب فى خلع فخذ البنت وهو يسحبها من بطنى ، وأخذها مسرعا وذهب بها الى أقرب طبيب عظام وأنا مازلت فى البنج ، لدرجة أنى أفقت وهم يخيطون بطنى على صرخة أبنتى وهى تتألم ، ولم أكن أعرف وقتها أنها كانت صرخة آلم ، ثم أختفى وتركنى فيها مع أبى وأمى وأختى فور خروجى من غرفة العمليات ولمدة ثلاثة أيام متتالية .. ثم عاد وهو مرهق ليقول لى أنه ذهب ليعمل ونام ليومين ، أيقنت وقتها أننى وحيدة تماما ، وأنه لن ينفعنى فى هذا العالم سوى أبنتى ، خاصة وانى وقتها كنت أستعد لفقد أمى ، الذى توفيت بمرض السرطان القاتل ، وكأن الله أراد لى ألا أحرم من الحنان والعطف ، وأصبحت نونو أبنتى هى أمى ايضا .

الخميس، 11 يونيو 2015

لهذا أحمد الله كثيرا وأمتن له

  
عدسة المصور محسن الوردانى
 
نشرت هذا النص 3-9-2007
كنت وقتها أعانى من سكنى البعيد عن مقر عملى بالإضافة لأصطحاب أبنتى الرضيعة معى كل يوم فى رحلة العمل ، وكانت ظروفى المادية ضيقة جدا 
الأن وبعد مرور سنوات من الشقاء والالم والوحدة والضيق وفى تاريخ هذا اليوم 11-6-2015
لا يسعنى إلا أن أقول أن الله أحبنى ، ووهبنى كل ما مررت به وهو يتأبط ذراعى كما اعتادت ان اقول عنه ، وأنه رغم كل ما عانيت أصبحت أفضل وسعيدة لحد أن أقول 
أحمدك يا حبيبى وأشكرك على فضلك على 
واليكم نص من الماضى
----------------

الفقير ،أو يعنى المتوسط او يعنى اللى ممكن يكون بيشتغل مع الحكومة
لما يعيا لما يحب لما يكون عايز يربى ولاده لما يتمنى يعيش عيشة حلوة يموت يموت يموت
احسن له بلا قرف هى ناقصة بنى أدمين
والنبى اللى عنده نصيحة من شأنها تفيدنى للوصول للعالمية
كأم وكأب وكأبنة وكأنسان يقولى ...
لأنى بصراحة ماشية كدا بالفطرة مع شوية نصاحة واحساس
ومتهيألى انهم مش كفاية مع الناس ، الا لو اتحولوا كلهم زى ماشين بوقود الاحساس
وانا عارفه انه مستحيل ، بالله عليكم سؤال مهم جاى اهه بس لانه طويل شوية اصبروا معايا ومتتخنقوش ...
أصحى الصبح الساعة 7.30 أنزل الساعة 8.30 أنا ونهنوه الصغنن بعدما نكون استحمينا وقعدنا عكينا فى الاكل بتاعها وتكون اثبتت وجودها فى كل مكان فى الشقة ،
فننزل بقى نطلع من ش الصفا والمروة بالتكتوك انا وهى لأن مفيش مواصلات اساسا بتطلع على ش فيصل ،
وبعد ما نطلع عل الشارع العمومى بالتكتوك ، نقف نشرب عصير من عند اللورد ،
عصير قصب لانها بتحبه قوى زى ما تحب الفول والكيك قوى قوى ،
وبعدين نعدى الناحية التانية نفضل رايحين جايين ان يقف ميكروباص ياخدنا حتى لغاية الكوبرى الخشب
- مترو – مفيش
وبعدين نركب واحنا مفرهضين من المشورة فى نفس المكان اى حاجة تخرج بينا من الحتة دى ،
ومن التعاون لاول فيصل بالضبط تقريبا ساعة وفى الزحمة الاوى بتبقى اكتر من ساعة ،
فين وفين على ما نوصل التحرير دا لوركبنا تحرير مش مترو ،
ننزل اركب ميكروباص نازل رمسيس ننزل عبد الخالق ثروت نمشى لغاية المعبد اليهودى مكان حضانة نهنوه أو نركب تاكسى لغاية هناك ب2 د ج لو الامور تمام ،
بعد كدا اروح الشغل ويعدى اليوم ،
أرجع على نهنوه أما مشى حسب الحر وحسب الجيب او بتاكسى ب2 ج برضه ،
اروح اخد نهنوه ، جاية تجرى عليا ، ماما ، مامى على حسب مزاجها كل يوم ،
فهى يوم تقولى مامى ويوم تقول ماما ويوم تقولى سهى كدا من غير القاب ...
تفتكروا نروح على طول مش نهدى شوية ، نروح هنا هنا ،
خاصة لما يكون لسة هانمشى للعتبة او للتحرير عشان نركب مترو لمحطة فيصل ،
ونعدى نركب الميكروباص اللى هايودينا للتكتوك ،
فنوصل البيت شبه مقتولين من رحلة العذاب والضنا ،
تفتكروا ممكن حد فينا انا وهى نعمل حاجة لما نروح ، ومع ذلك بنعمل ، هى بتفضل تقرف فيا وتزهق فى امى ، ماما ايه دا ماما خدى ماما هاتى ورايح جاى وراها لغاية ما هى تتهد يا عينى وتنام من الساعة 9 مساءا
وسبحان الله البنت ضبطط نومها لوحدها من غير اى معاناة منى
ما هى بصراحة مش ناقصة معاناة ضبط مواعيد النوم كمان ،
وبقت على كدا كل يوم نوم 9-10 بالكتير تكون مقلوبة على الارض على بطنها زى القطة السيامى الحرانة ،
اقوم شايلها انيمها على السرير وانسى بقى انها نايمة ،
الا لما تتقلب وتقول ماما .. وتنام تانى ، بعد اليوم دا ممكن اعمل ايه تفتكروا ،
ايوا محدش يفتح بقه انا عارفه ـ
اغسل بقى الغسيل اللى فى الغسالة واقعد اخلص كتاب نائل او محمد او زوسكيند او اى حاجة جديدة ،
وخلاص كفاية ، لأ ، افتح الكمبيوتر اللى لسه مبقاش نت ،
واكتب بوست او اشتغل فى الرواية او اكتب شغل محمد بكر اللى سايبه بخط أيده ،
اه نسيت صحيح أقولكم ان فى ايام بنقعد فيها انا ونهى فى الشارع مضطرين لاكثر من سبب ،
ان مفيش أو مستنين حد هايجيب حاجة ليا أو هاشوف حد اديله حاجة لمحمد أو اشوف اصحاب يمكن مشفهمش تانى ، كلها اسباب هاتخلص مع الوقت ، وبتكون يوم او يومين فى الاسبوع ، المهم انا وحبيبتى مع بعض 24 ساعة ، باين انا فى سؤال كنت هاسأله ، اه بالمناسبة عندى شوية أسئلة مهمة جدا عايزا اجابة عليه :
هى الام المثالية شكلها ايه
هو الاب المثالى بيعمل ايه
هو الابن المثالى سلوكه ايه
هى الابنة المثالية بتعمل ايه
هو الأنسان المثالى عموما
مثالى ليه وازاى وعامل ايه

الاثنين، 1 يونيو 2015

سنين ومرت


عندما تجلس بالساعات وحيدا وحتى وأنت برفقة الناس المقربين ، لاتتكلم أبدا عما يضايقك ، عن افكارك ، عن مشاعرك ، عن مشاكلك ، ليس لانك لا تجيد الكلام  ، ولكن لأنك تحتاج لشخص ما يشبهك وسيفهم كل كلمة تخرج منك بمعناها الحقيقى ، سيتحيز لوجهة نظرك ويدعمك أو يناقشك فيه بأحترام ليثنيك عنها او يطرح لك بديلا ..
الصداقة ذلك الشىء النادر الوجود تماما ، لا تجده مع الأب أو الأم أو الأخ او الأخت أو الأولاد ، خاصة إذا كنت شخصا يتمتع ببعض المسئولية ، فأنت لا تريد أن تشكو للأب فيتوتر أو تحكى للأم فتنصح أو تشرك أولادك وتشعرهم بهم قد لا يستوعبونه ، فأنت تريد أن تكون للاخ أو الأخت سندا ومعينا وليس شكاءا حكاءا حزينا ، هو الصديق فقط الوحيد الذى يستوعب تلك العلاقة ، كان لى زمان صديق يقرأ أفكارى ويعرف همومى ويتمنى سعادى ولكنى  لم أجد مثله حتى الأن .

لذلك يا أصدقائى لأننى لطالما تحدثت إليكم ، أهدى لكم أخر أعمالى وهى روايتى الجديدة " سنين ومرت " التى صدرت هذا الاسبوع عن دار"الدار" لصاحبها الفنان التشكيلى محمد صلاح مراد ، وستكون فى المكتبات مع بداية الاسبوع القادة ، وأنشالله وقت تحديد حفل التوقيع سأعلنه لكم ، أحبكم .

ولأبنة عمرى وروحى ، وشريكة ايام الكتابة ، وملهمتى الحقيقية بكل ما فيها من ابداع ، ابنتى نهى ، أحبك ، لولا محبتك وصخبك وابتسامتك فى حياتى ، ما احببت اى شىء فى هذه الحياة .