الأربعاء، 25 يوليو 2018

كان اسمه حبيبى - رسالة من والى العالم الاخر

                                              ماما ومحمد حسين بكر فى الجنة 
السرعة اللى تمت بها الجوازة دى ، كانت مدهشة ، كل شىء تم بتيسير غريب ، ثلاث ليالى فى اقل من 3 شهور ، خطوبة وزواج وكتب كتاب ودخلة ، الفرحة الغريبة اللى كانت بترفرف فى العيلة مخوفتناش ساعتها ، لكن مع الوقت عرفت ليه كانت كل حاجة بتحصل بسرعة ، ماما كانت عندها معاد مع السما ، و محمد مكنش عنده وقت ، كان عنده معاد مع الرحيل ،مع الدنيا التانية اللى مستنياه ، هو كمان كان عصبى ومستعجل على طول وصدامى ومعندهوش استعداد يضيع وقت فى مجاملة وضغط وتورية مشاعر ، كان واضح وضوح مؤذى احيانا لناس كتير ، لذلك مكنش من المجموعة المختارة ولا من الشلل المميزة لا فى النخبة ولا فى الترسو ولا فى النص نص ، ولا اى شلة ، كان له ناس بعينهم بيحبهم وعنده استعداد يفديهم بعمره زى ما كان بيقولى دايما ، لما بابا سالنى يابنتى مش ده صاحبكم اللى بيموت كل شوية فى المستشفى هاتتجوزيه ازاى ، قلت له هو قال لى ان اللى محكوم عليه بالاعدام بيسألوه نفسك فى ايه ، وانا نفسى اتجوزك حتى لو هاموت بعدها ، هو ازاى انا كنت عايشة فى حالة حب كدا ومش مستوعباها بالشكل ده ، مش عارفة ، كل يوم بيمر بكتشف اد ايه محمد كان حالة خاصة وكان مختلف عن كل الناس اللى قابلتهم ، اتجوزنا بسرعة وخلفت بسرعة واشتد عليه المرض بسرعة ، ومشى بسرعة جدا جدا ، سنتين هما عمر الحياة المختلفة اللى عشتها ، مقدرش اقول اجمل سنتين ولا اسوأ لكن بعد العمر ده كله من رحيله بكتشف طول الوقت ان التجربة دى اخترها لى ربنا ووضعنى فى اختبار مكنتش متخيلة انى قده ، وبعرف مع كل واحدة شابة جوزها بيموت شاب ان ربنا اختار لها حياة مختلفة ومميزة وجميلة مبتشوفش فيها غير الطيبين وكأنهم لما بيرحلوا لمكانهم بيبعتوا ملايكة صعب وصفهم لان فى منهم بيتشاف على شكل بشر ومنهم بيتشاف على شكل روح ، ومنهم بيحلق فى الاجواء اطياف طيبة تحافظ عليك وعلى حبايبك ، بعد السنين الطيبين اللى مروا بى ، الاجمل انه ترك لذاكرتى جمل كتير اوى بفتكرها فى مواقف لا تعد ولا تحصى ، سواء تخص الوسط الثقافى ، او تخص اشخاص او مواقف ، سبحان من له الدوام ، وسبحان من زرع الحب فى قلوب البشر ، وسبحان مقدر المقادير ، سبحانك يا حبيبى ، منحتنى حبا كفانى حتى اليوم حتى وان لم يكن صاحبه موجود ، احمدك على منحتك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق