الاثنين، 19 أكتوبر 2015

اول عشر سنوات أمومة






ربما لن يفهم أى مخلوق ما أريد التعبير عنه بخصوص ابنتى ، لكن عشمى فى الله أن أجد هناك فى ركن بعيد من العالم إنسانا يستوعب ما سأحكيه .
فى البداية نغبشت البنت جدار رحمى نغبشات مؤلمة ، أرتعشت وخفت ، كان حديث طويل بينى وبينها مستمر ، تألمت بشدة ، وشعرت بحركتها منذ الشهر الأول ، لم تصدقنى النساء ولم يصدقنى الرجال ، ولكن أقسم بالله أن هذا حدث بالفعل ، كانت تعرف متى أكون فرحة ، أو تعيسة ، وكنت اذا حزنت ، توخزنى بألم فى جدار بطنى حتى أفيق ، وتنزل بكل ثقلها على المثانة والرحم لأشعر بثقل الحمل فألتهى بها عما يحزننى ، حتى جاء يوم ولادتها ، وكان يوما غريبا نوعا ما ، حيث كان نهار رمضانى ، وكان زوجى رحمه الله عصبيا ومدخنا ولا يستطيع الصوم بسبب مرضه الشديد بالقلب ، فكانت ليلتى قبل الذهاب للمستشفى لانجب أبنتى ليلة طويلة ومتعبة اكثر من الالام الحمل ، كان يحاكم العالم من خلال غضبه على ، فقد صرخ فى بصوت سمعه العالم ، أنا لست من هذه البلد ، أنا أديب كبير ولن يعرف قيمتى إلا المترجمين ، فهنا لا يتلفتون الا لمن يترجم لهم ، كان اعتقادا غريبا منه ، كان ناقما وحزينا على عدم تحققه فى ذاك الوقت ، وظل يصرخ فى وجهى ويعنفنى ويهزنى بعنف وأنا احاول تهدئته ، وهو يذكر لى نهايات مؤلمة لكتاب عمالقة ، ويقول لعلمك أنا سأصبح مثل هؤلاء يوما ، وطلع النهار وهو لا يريد أن ينام ، وأنا أحاول أن أغفو لدقائق ، ولكن هيهات فقد كان موعد الولادة قد حل ، وبالفعل ذهبنا للمستشفى ، للطبيب الذى تسبب فى خلع فخذ البنت وهو يسحبها من بطنى ، وأخذها مسرعا وذهب بها الى أقرب طبيب عظام وأنا مازلت فى البنج ، لدرجة أنى أفقت وهم يخيطون بطنى على صرخة أبنتى وهى تتألم ، ولم أكن أعرف وقتها أنها كانت صرخة آلم ، ثم أختفى وتركنى فيها مع أبى وأمى وأختى فور خروجى من غرفة العمليات ولمدة ثلاثة أيام متتالية .. ثم عاد وهو مرهق ليقول لى أنه ذهب ليعمل ونام ليومين ، أيقنت وقتها أننى وحيدة تماما ، وأنه لن ينفعنى فى هذا العالم سوى أبنتى ، خاصة وانى وقتها كنت أستعد لفقد أمى ، الذى توفيت بمرض السرطان القاتل ، وكأن الله أراد لى ألا أحرم من الحنان والعطف ، وأصبحت نونو أبنتى هى أمى ايضا .

الخميس، 11 يونيو 2015

لهذا أحمد الله كثيرا وأمتن له

  
عدسة المصور محسن الوردانى
 
نشرت هذا النص 3-9-2007
كنت وقتها أعانى من سكنى البعيد عن مقر عملى بالإضافة لأصطحاب أبنتى الرضيعة معى كل يوم فى رحلة العمل ، وكانت ظروفى المادية ضيقة جدا 
الأن وبعد مرور سنوات من الشقاء والالم والوحدة والضيق وفى تاريخ هذا اليوم 11-6-2015
لا يسعنى إلا أن أقول أن الله أحبنى ، ووهبنى كل ما مررت به وهو يتأبط ذراعى كما اعتادت ان اقول عنه ، وأنه رغم كل ما عانيت أصبحت أفضل وسعيدة لحد أن أقول 
أحمدك يا حبيبى وأشكرك على فضلك على 
واليكم نص من الماضى
----------------

الفقير ،أو يعنى المتوسط او يعنى اللى ممكن يكون بيشتغل مع الحكومة
لما يعيا لما يحب لما يكون عايز يربى ولاده لما يتمنى يعيش عيشة حلوة يموت يموت يموت
احسن له بلا قرف هى ناقصة بنى أدمين
والنبى اللى عنده نصيحة من شأنها تفيدنى للوصول للعالمية
كأم وكأب وكأبنة وكأنسان يقولى ...
لأنى بصراحة ماشية كدا بالفطرة مع شوية نصاحة واحساس
ومتهيألى انهم مش كفاية مع الناس ، الا لو اتحولوا كلهم زى ماشين بوقود الاحساس
وانا عارفه انه مستحيل ، بالله عليكم سؤال مهم جاى اهه بس لانه طويل شوية اصبروا معايا ومتتخنقوش ...
أصحى الصبح الساعة 7.30 أنزل الساعة 8.30 أنا ونهنوه الصغنن بعدما نكون استحمينا وقعدنا عكينا فى الاكل بتاعها وتكون اثبتت وجودها فى كل مكان فى الشقة ،
فننزل بقى نطلع من ش الصفا والمروة بالتكتوك انا وهى لأن مفيش مواصلات اساسا بتطلع على ش فيصل ،
وبعد ما نطلع عل الشارع العمومى بالتكتوك ، نقف نشرب عصير من عند اللورد ،
عصير قصب لانها بتحبه قوى زى ما تحب الفول والكيك قوى قوى ،
وبعدين نعدى الناحية التانية نفضل رايحين جايين ان يقف ميكروباص ياخدنا حتى لغاية الكوبرى الخشب
- مترو – مفيش
وبعدين نركب واحنا مفرهضين من المشورة فى نفس المكان اى حاجة تخرج بينا من الحتة دى ،
ومن التعاون لاول فيصل بالضبط تقريبا ساعة وفى الزحمة الاوى بتبقى اكتر من ساعة ،
فين وفين على ما نوصل التحرير دا لوركبنا تحرير مش مترو ،
ننزل اركب ميكروباص نازل رمسيس ننزل عبد الخالق ثروت نمشى لغاية المعبد اليهودى مكان حضانة نهنوه أو نركب تاكسى لغاية هناك ب2 د ج لو الامور تمام ،
بعد كدا اروح الشغل ويعدى اليوم ،
أرجع على نهنوه أما مشى حسب الحر وحسب الجيب او بتاكسى ب2 ج برضه ،
اروح اخد نهنوه ، جاية تجرى عليا ، ماما ، مامى على حسب مزاجها كل يوم ،
فهى يوم تقولى مامى ويوم تقول ماما ويوم تقولى سهى كدا من غير القاب ...
تفتكروا نروح على طول مش نهدى شوية ، نروح هنا هنا ،
خاصة لما يكون لسة هانمشى للعتبة او للتحرير عشان نركب مترو لمحطة فيصل ،
ونعدى نركب الميكروباص اللى هايودينا للتكتوك ،
فنوصل البيت شبه مقتولين من رحلة العذاب والضنا ،
تفتكروا ممكن حد فينا انا وهى نعمل حاجة لما نروح ، ومع ذلك بنعمل ، هى بتفضل تقرف فيا وتزهق فى امى ، ماما ايه دا ماما خدى ماما هاتى ورايح جاى وراها لغاية ما هى تتهد يا عينى وتنام من الساعة 9 مساءا
وسبحان الله البنت ضبطط نومها لوحدها من غير اى معاناة منى
ما هى بصراحة مش ناقصة معاناة ضبط مواعيد النوم كمان ،
وبقت على كدا كل يوم نوم 9-10 بالكتير تكون مقلوبة على الارض على بطنها زى القطة السيامى الحرانة ،
اقوم شايلها انيمها على السرير وانسى بقى انها نايمة ،
الا لما تتقلب وتقول ماما .. وتنام تانى ، بعد اليوم دا ممكن اعمل ايه تفتكروا ،
ايوا محدش يفتح بقه انا عارفه ـ
اغسل بقى الغسيل اللى فى الغسالة واقعد اخلص كتاب نائل او محمد او زوسكيند او اى حاجة جديدة ،
وخلاص كفاية ، لأ ، افتح الكمبيوتر اللى لسه مبقاش نت ،
واكتب بوست او اشتغل فى الرواية او اكتب شغل محمد بكر اللى سايبه بخط أيده ،
اه نسيت صحيح أقولكم ان فى ايام بنقعد فيها انا ونهى فى الشارع مضطرين لاكثر من سبب ،
ان مفيش أو مستنين حد هايجيب حاجة ليا أو هاشوف حد اديله حاجة لمحمد أو اشوف اصحاب يمكن مشفهمش تانى ، كلها اسباب هاتخلص مع الوقت ، وبتكون يوم او يومين فى الاسبوع ، المهم انا وحبيبتى مع بعض 24 ساعة ، باين انا فى سؤال كنت هاسأله ، اه بالمناسبة عندى شوية أسئلة مهمة جدا عايزا اجابة عليه :
هى الام المثالية شكلها ايه
هو الاب المثالى بيعمل ايه
هو الابن المثالى سلوكه ايه
هى الابنة المثالية بتعمل ايه
هو الأنسان المثالى عموما
مثالى ليه وازاى وعامل ايه

الاثنين، 1 يونيو 2015

سنين ومرت


عندما تجلس بالساعات وحيدا وحتى وأنت برفقة الناس المقربين ، لاتتكلم أبدا عما يضايقك ، عن افكارك ، عن مشاعرك ، عن مشاكلك ، ليس لانك لا تجيد الكلام  ، ولكن لأنك تحتاج لشخص ما يشبهك وسيفهم كل كلمة تخرج منك بمعناها الحقيقى ، سيتحيز لوجهة نظرك ويدعمك أو يناقشك فيه بأحترام ليثنيك عنها او يطرح لك بديلا ..
الصداقة ذلك الشىء النادر الوجود تماما ، لا تجده مع الأب أو الأم أو الأخ او الأخت أو الأولاد ، خاصة إذا كنت شخصا يتمتع ببعض المسئولية ، فأنت لا تريد أن تشكو للأب فيتوتر أو تحكى للأم فتنصح أو تشرك أولادك وتشعرهم بهم قد لا يستوعبونه ، فأنت تريد أن تكون للاخ أو الأخت سندا ومعينا وليس شكاءا حكاءا حزينا ، هو الصديق فقط الوحيد الذى يستوعب تلك العلاقة ، كان لى زمان صديق يقرأ أفكارى ويعرف همومى ويتمنى سعادى ولكنى  لم أجد مثله حتى الأن .

لذلك يا أصدقائى لأننى لطالما تحدثت إليكم ، أهدى لكم أخر أعمالى وهى روايتى الجديدة " سنين ومرت " التى صدرت هذا الاسبوع عن دار"الدار" لصاحبها الفنان التشكيلى محمد صلاح مراد ، وستكون فى المكتبات مع بداية الاسبوع القادة ، وأنشالله وقت تحديد حفل التوقيع سأعلنه لكم ، أحبكم .

ولأبنة عمرى وروحى ، وشريكة ايام الكتابة ، وملهمتى الحقيقية بكل ما فيها من ابداع ، ابنتى نهى ، أحبك ، لولا محبتك وصخبك وابتسامتك فى حياتى ، ما احببت اى شىء فى هذه الحياة .

الأربعاء، 27 مايو 2015

إيجابية حياتى




الذى يحلل ما يمر به من أحداث ، لا يخاف من ردود الأفعال
يقاوم العثرات ولا يشتكى الوحدة والحاجة
لا تشعر بألمه إلا إذا تسللت داخله ويرفض ان تربت عليه
يساند كل من يحتاجه ولا يطلب مساندة
لا ينتظر كلمة شكرا
يعاند الظروف المعرقلة ويحولها لقدر يسانده
إذا ما حكى لك عن أحزانه تعتقده جبلا لم يهتز يوما
الجبال الان تصيبها الهزات اما الأرض فتفور وتثور
ثم تعود هادئة لذلك أنا أحب الرجال الثائرون لا هؤلاء
الذين يتظاهرون بأنهم جبال شامخة
أحب الذين يتمتعون بالخصوصية والتميز
لا الذين يتشبهون بالنجوم اللامعة فيأتى النهار
بضوئه ليغلبها 
للنجوم أضواء خادعة للحظات
أما النهار فهو الذى يكشف عيوب الأشياء
حلمت يوما بان أصبح راقصة باليه
لم يكن حلمى على قدر جسدى ولكن روحى هى التى على قدر حلمى
حلمت بكل الاشياء الرائعة التى تحققت إلا ذلك الحلم
ليس مستحيلا أبدا أن أرقص باليه يوما
لاننى بالفعل أرقص باليه مع كل حلم تحقق من أحلامى
أنا إيجابية وأفتخر بأننى لا تقهرنى الأحزان والإحباطات
أشعر بالزهو إننى لا أنهار أمام العثرات الصغيرة فى روحى
وإن كنت حرمت النوم على كتف حبيب فى
ليالى طال آلم وحدتها
فأننى سعيدة بكونى أحتضن دائما ملاكى الحارس 
فهى تلبسنى فستان الباليه وتلفلفنى معها
وأحلق معها كفراشة ممتلئة بالطاقة الايجابية