سأنحى نوستالجيا الماضى حاليا ، وأحدثكم عن البنت التي تطير حول روحى ، تقيدها بسلاسل محبتها وعشقها ، تجبرنى على تعلم فنون الحياة ، البنت سبعة سنوات الآن ، أدخلتها مدرسة راهبات ، رغبة منى فى أن تتخلص من عنصرية التفكير ، وأيضا طلبا لمساعدتى فى تربيتها ، حيث اننى لا اقوي وحدي على تقويمها ، فإذا بالبنت تتمرد بكل عفوية على أسلوب التربية ، ترفض التوجيهات ، والرفض والمنع ، كلمة لا ، التى نزلت بها وهم يخرجونها من بطنى ، اعتقدها الطفلة الوحيدة التى نزلت من بطن أمها تقول لالالالالالالالالا، وليس واااااااااااء ، فكتب أبوها الراحل محمد حسين بكر مقالا فى الخميس بعنوان " نهى التى قالت لا " ولم يكن يدرى انه يتنبأ بمصير أبنته التى لن يراها وهى تكبر بتعذيب أمها بكلمة لا الدائمة ، تناقشني فى كل كبيرة وصغيرة اطلبها منها ، لا أنكر اننى اخترت أسلوب الصداقة والحوار منذ كانت جنينا يعاركني ويحاورني بلمساته الرقيقة فى رحمى وتلكزنى بعنف إذا غضبت ، لكن كلما كبرت كلما عانيت من الأسلوب الذى اخترته انا بمحض ارادتى ، وعندما يشتد على دور الأمومة ، وارغب فى تقمصه ، فأنهرها بصوت عالى ، أو أمد يدي عليها ، تبكى قليلا ، وترفض الاستسلام للضرب أو التعنيف فتجد محاضرة فى أخلاق الأمومة والطيبة :
- فى حد يعمل كدا فى بنته
- يعنى لو كنت مت دلوقتى (طبعا الضرب عبارة عن كفى على ايدها ، او هز كتافها ، كدا بقى هاتموت خلاص )
- انت كدا مش بتحبى بنتك
- محدش يقول كدا لبنته
- حرام عليكى قلبى وجعنى اه يا ماما ، خلاص بقى طبطى على واحضنينى
- على فكرة انا هاقول لمدام ماريان انك ضربتنى
- هاقول
للناس كلها انك زعقتلى
- انا هاموت نفسى عشان ترتاحى (طبعا جينات الاب هنا
عاملة شغل جامد)
المهم استرسالها فى اعطائى درس الامومة ، ما هو الا
حيلة لتدفعنى لمصالحتها واحتضانها ، فاستسلم ، وانادى عليها واطبطب عليها
-
يا حبيبتى متعمليش
كدا تانى مفيش حد يقول لامه كدا
-
وليه مقولش كدا ، امال اقول لمين ؟
-
يا حبيبتى البنات
المؤدبة بتسمع الكلام لما ماما تطلب حاجة ، وانا مش بطلب منك حاجة لنفسى ، انا
عايزاكى تذاكرى ، اتمرنى على الكتابة ، مدام الفرنساوى بتشتكى من خطك ، وانك مش
بتركزى خالص معاها فى الفصل
-
انا بركز بقعد
عاملة كدا ومركزة ، وهى اللى مش بتاخد بالها انى مركزة
-
يعنى يا نونو لو
مش هاتمشى فى المدرسة دى هاخرجك منها
-
لا يا ماما
لالالالالالالا ياماما ، انا بحب مدرستى وجنة صحبتى
-
خلاص هاوديكى
مدرسة تانية تصاحبى فيها ناس تانية ، مدرسة حكومية
-
بكاء مرير ، لا
لالالا ، يا ماما ، المدرسة الحكومية بتضرب العيال بالخرزانة ، انا شفت بعينى لما
رحت مع محمد ابن خالى ، وزحمة فى الفصل وبيقعدوا على الارض
-
طب خلاص لو عايزا
تحافظى على مدرستك لازم تذاكرى
-
حاضر هاذاكر ،
تدينى كام بقى ؟
-
يادماغى ، انا
بقولك تذاكرى عشان نفسك تقوليلى اديكى كام ، وتجيبلى ايه
-
طب تعالى نتفق مع
بعض يا نونو ، كل صفحة هاتكتبيها هاديكى عليها نص جنيه بس بشرط يبقى خط جميل
-
لا جنيه
-
نص جنيه
-
لا جنيه ، وهو ده
هايبقى مصروفك ، زى ما انا بشتغل وباخد اجر ، انت كمان شغلك هايبقى مذاكرتك ، لو
ذاكرتى هاتاخدى مصروف ، مذاكرتش مفيش مصروف ، اتفقنا
-
ماشى يا ماما ،
خلاص ، بس متضربنيش تانى ، عاقبنى بطريقة تانية
-
طريقة تانية ازاى
يعنى
-
دخلينى الاوضة
واقفلى على ، بس متطفيش النور ، وخاصمنى 5 دقائق
-
يا سلام ، ما انا
بعمل كدا ومش بتسيبنى انفذ العقاب ده خالص
-
خلاص يا ماما
اعملك ايه متعاقبنيش ، انا هابقى شاطرة
جننتنى البنت ، هذا بخلاف التصاقها التام بى ، منعى من الذهاب لاى مكان ، معرفة كل كبيرة وصغيرة عن حياتى ،
ردها على تليفونى ، ومعرفتها بكل اصدقائى ، محاولتها اختيار عريس لى من بين زملائى
واصدقائى ، واقناعى بأن حل مشكلتها فى انى اجيب لها أخت تربيها هى ؟ هههههههههه ،
اه والله شىء يجنن ، ينتهى اليوم بأنها تغنى لى أغنية فرنساوى ، وتقلد لى شوية من
اصحابنا ، وجدها وخالها ، وخالتها ، وتحكى لى حدوتة وتنيمنى نننة .
-